وجع يملأ الأرجاء: قصة حب تنهار تحت وطأة الوداع
في أحد الأمسيات الباردة، وبين أنقاض حب طالما اشتعلت في أعماقهما، جلست الفتاة وحيدة في غرفتها المظلمة. ترقبت اللحظات الأخيرة قبل أن يتم زفاف حبيبها إلى غيرها، وسط عتمة الغياب وصمت الوداع.
"لماذا جئت اليوم؟"، سألت بصوت مكسور، محاولةً استكشاف الجرح الذي ينزف داخلها.
"جئت لوداعك،" أجابها بحزن محبوس في صدره، "لم أستطع أن أغادر دون أن ألقا نظرة أخيرة على وجهك."
"ألم الرحيل يكون أرحم من وداعٍ بلا كلمات،" همست بصوت مكسور.
"كنت أرغب في أن أراك للمرة الأخيرة قبل أن..." توقف عن الكلام لحظة، ولكنها قاطعته بقسوة مُرة.
"قبل أن تُسلم نفسك لأخرى تختارها عقلك عوضاً عن قلبك."
"لم تختري أنت أيضًا، تعلمين ذلك جيدًا. ولن أختار غيرك في حياتي مهما حدث."
"كلامٌ فارغ،" ردت بلا رحمة، "كلها عبارات مرسومة يتلوها كل من تودعه قبل النهاية."
"أنتِ كل شيء بالنسبة لي،" حاول أن يوضح مشاعره.
"أنا مجرد بقايا فاشلة ختمتها بقانون العقل،" ردت ببغضٍ مكتوم، "أنت تأتي اليوم لتتأكد من بقاياك داخلي، لكني لن أسمح بذلك."
"كنتِ عمري كله،" أصر على تصحيح الواقع.
"لا، كنت مجرد مرحلةٍ من عمرك، وانتهت،" قاطعته بثبات.
"أحببتك جدًا، كنتِ عمري كله وحياتي،" حاول النداء إلى قلبها.
"ألم تكن كل هذه الكلمات جزءًا من الخيانة أيضًا؟" ردت ببرود، "الظروف قد تجبر الإنسان على التخلي عن أشياء يأمل ألا يضطر إلى التخلي عنها يومًا."
"أريد أن أنسى،" همست الفتاة وهي تغوص في دموعها، "أنسى موعد الإعدام غدًا، لا أريد أن أتذكرك وأنت تسير نحو غيري محملاً بعمري الذي ضاع."
"قلبي سيبقى معك،" حاول أن يطمئنها، "لن أنساكِ أبدًا."
"لم أستحق كل هذا الخذلان،" همست بألم مستطير.
"خذلتني الظروف، فخذلتكِ،" أعترف بصوت مكتوم، "سامحيني... اغفري لقلبي الذي أحبكِ."
"قد أغفر لك يومًا، ولكن كيف سأنساكِ؟" استمرت في البكاء، "كيف سأتوقف عن الألم؟"
"سأرحل الآن،" أعلن الرحيل بقلبٍ مكسور، "شكرًا لأجمل عمر وأغلى إحساس."
وتفتق الليل بعدما غادر، تاركًا خلفها قلبًا مكسورًا وذكرياتٍ تتلاشى بين الظلام، وحُلمًا تحطم تحت وطأة الحزن والوداع.